قال فيض بن إسحاق: كنت عند الفضيل بن عياض إذ دخل عليه رجل، وسأله حاجة، وألح في السؤال عليه، فقلت: لا تؤذ الشيخ، فقال لي الفضيل: اسكت يا فيض، أما علمت أن حوائج الناس إليكم نعمة من نعم الله عليكم، فاحذروا أن تملوا النعم فتتحول إلى نقم، ألا تحمد ربك أن جعلك موضعا تسأل (بضم التاء) ولم يجعلك موضعا تسأل (بفتح التاء).
ــــــــــــــــــــ
قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - في المجموع الثمين (1/63): "فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يعبث فيه لا باستهزاء بإضحاك، ولا بسخرية، فإن فعل فإنه كافر؛ لأنه يدل على استهانته بالله - عز وجل - ورسله وكتبه وشرعه، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله - عز وجل - مما صنع؛ لأن هذا من النفاق، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية الله - عز وجل - وتعظيمه وخوفه ومحبته، والله ولي التوفيق".
ــــــــــــــــــــ
قال عبيد بن عمير: "كان لرجل ثلاثة أخلاء بعضهم أخص له من بعض، فنزلت به نازلة، فلقي أخص الثلاثة، به فقال: يا فلان إنه نزل بي كذا وكذا، وإني أحب أن تعينني، قال: ما أنا بالذي أفعل، فانطلق إلى الذي يليه في الخاصة، فقال: يا فلان، إنه قد نزل بي كذا وكذا، وأنا أحب أن تعينني، قال: فأنطلق معك حتى تبلغ المكان الذي تريد، فإذا بلغت رجعت وتركتك، قال: فانطلق إلى أبعد الثلاثة، فقال: يا فلان، قد نزل بي كذا وكذا فأنا أحب أن تعينني، قال: أنا أذهب معك حيث ذهبت، وأدخل معك حيث دخلت، قال: فالأول: ماله، خلفه في أهله ولم يتبعه منه شيء، والثاني: أهله وعشيرته ذهبوا معه إلى قبره، ثم رجعوا وتركوه، والثالث: هو عمله وهو معه حيثما ذهب، ويدخل معه حيثما دخل" [حلية الأولياء 3/269].
ــــــــــــــــــــ
قال حكيم: بعد خمسين عاما من الآن لن يكون مهما نوعية السيارة التي تركبها، ولا فخامة المنزل الذي تسكنه، ولكن المهم والأهم هو نوعية تربيتك لأطفالك. وفي الحديث: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
ــــــــــــــــــــ
قال تعالى: (أو ألقى السمع وهو شهيد) قال وهب بن منبه: أدب الاستماع: سكون الجوارح، وغض البصر، والإصغاء بالسمع، وحضور العقل، والعزم على العمل، وذلك هو الاستماع لما يحب الله ويرضاه.
ــــــــــــــــــــ
قال المأمون: الإخوان ثلاثة: أحدهم: مثله مثل الغذاء لا يستغنى عنه، والآخر: مثله مثل الدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث: مثله مثل الداء لا يحتاج إليه قط.. ولكن العبد قد يُبتلى به وهو الذي لا أنس فيه ولا نفع..
وقد قيل: مثل جملة الناس كمثل الشجر والنبات.. فمنها ما له ظل وليس له ثمر وهو مثل الذي ينتفع به في الدنيا دون الآخرة فإن نفع الدنيا كالظل السريع الزوال، ومنها ما له ثمر وليس له ظل وهو مثل الذي يصلح للآخرة دون الدنيا، ومنها ما له ثمر وظل جميعا، ومنها ما ليس له واحد منهما كأم غيلان تمزق الثياب، ولا طعم فيها ولا شراب، ومثله من الحيوانات الفأرة والعقرب.
ــــــــــــــــــــ
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - عن مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (37) مجلدا:
"ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (لابن قاسم) هو غرة في جبين الدهر، زينة لأهل الإسلام، لسان صدق للعلماء، عمدة للباحثين، نفع الله به أقواما بعد آخرين، وقد انتشر في العالمين انتشار العافية، وكتب له من القبول والانتشار ما يعز نظيره في جهود المتأخرين فالحمد لله رب العالمين".
وقد أمضى الجد الشيخ عبد الرحمن القاسم - رحمه الله - أكثر من أربعين عاما طاف الشرق والغرب لجمعه.
ــــــــــــــــــــ
قال الحسن: إني لأستحي من ربي - عز وجل - أن ألقاه ولم أمش إلى بيته، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه.
ــــــــــــــــــــ
قال الحريري: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق، فما سمعناه متكلما إلا بذكر الله - عز وجل - حتى أحل، فقال لي: "يا بن أخي هكذا الإحرام". [البداية والنهاية 9/100].
ــــــــــــــــــــ
قال الأوزاعي"من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام" وقال ابن إسحاق: ما من عالم إلا له زلة، ومن جمع زلل العلماء وأخذ بها، ذهب دينه" [سنن البيهقي].
ــــــــــــــــــــ
قال أبو إسحاق القرشي: كتب إلي أخي من مكة: يا أخي!! إن كنت تصدقت بما مضى من عمرك على الدنيا، وهو الأكثر، فتصدق بما بقي من عمرك على الآخرة وهو الأقل.
ــــــــــــــــــــ
قال ابن تيمية: "وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج" [الفتاوى 32/260].
* قال ابن الجوزي: "وينبغي للمرأة العاقلة إذا وجدت زوجا صالحا يلائمها أن تجتهد في مرضاته، وتجتنب كل ما يؤذيه، فإنها متى آذته أو تعرضت لما يكرهه أوجب ذلك ملالته، وبقي ذلك في نفسه، فربما وجد فرصته فتركها، أو آثر غيرها، فإنه قد يجد، وقد لا تجد هي. ومعلوم أن الملل للمستحسن قد يقع، فكيف للمكروه"!
حكمه: المرأة إذا طال لسانها قصرت أيامها في قلب الرجل وبيته!
ــــــــــــــــــــ
قال ابن تيمية رحمه الله:
ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت وفي بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذي يتنعم به والتذ غير منعم له ولا ملتذ له، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده، ويضره ذلك [مجموع الفتاوى 1/24].
ــــــــــــــــــــ
قال ابن تيمية -رحمه الله-:
"ولهذا كره للمرء أن يتعرض للبلاء بأن يوجب على نفسه ما لا يوجبه الشارع عليه بالعهد والنذر ونحو ذلك، أو يطلب ولاية، أو يقدم على بلد فيه طاعون" [مجموع الفتاوى 10/38].
ــــــــــــــــــــ
قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ (أكثر من 5000 كيلو متر)!. [الجرح والتعديل 1/359].
ــــــــــــــــــــ
قال ابن أبي الدنيا: كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة ما مضى من الذنوب، وقال عروة بن الزبير لما قطعت رجله الآكلة: إنه مما يطيب نفسي عنك أني لم أنقلك إلى معصية الله قط. واشتكى ابن أخي الأحنف بن قيس من وضع ضرسه، فقال له الأحنف: لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة ما ذكرتها لأحد. وعن مسلم بن يسار: كان أحدهم إذا برئ قيل له: ليهنك الطهر، يعني الخلاص من الذنوب، ويذكر أن إحدى نساء السلف أنها لما جرحت يدها جرحا شديدا، فلم يظهر عليها التأثر، فقيل لها في ذلك قالت حلاوة أجرها أنستني مرارة طعمها.
ــــــــــــــــــــ
في مقابلة مؤثرة لأحد حفاظ كتاب الله - عز وجل - ذكر أن والده كان يتابع حفظه حتى وصل إلى الجزء الخامس عشر ثم توفي.. قال: فأكملت الباقي بدون أبي.. لكني ما قرأت حرفا إلا علمت أنه السبب في ذلك، عندها أرفع يدي وأدعو له بجنة عرضها السماوات والأرض.
ــــــــــــــــــــ
في ليلة صيف رنت العين إلى كبد السماء وقد تناثرت الكواكب فيها وبدت، لا تمل من طول النظر وترداده، كرة وأخرى، كل نجمة ترسل ضوءها، وكل كوكب يطل بنوره، وكأنه عين محبة تخالسك النظر، فإذا أنت حدقت فيها وأغمضت توارت، وإذا التفت عنها أبرقت ولمعت، وإن لفتها سحابة عابرة توشحت وتدثرت، وإن غابت عنك انتظرت بلهف وبقيت في شوق ترقبها متى تطل! أين من يمعن النظر في ملكوت السموات والأرض؟!
ــــــــــــــــــــ
في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مواقف لا تعد من حسن الخلق وطيب الكلمة؛ لما جلس إليه سهيل بن عمرو في صلح الحديبية والقصة ذكرها ابن كثير وكان سهيل في حينها كافرا وقد اشتد الأمر على المسلمين، كان - صلى الله عليه وسلم - يخاطب سهيلاً بكلمات لينة ليدعوه بها إلى الإسلام.
قال له: "انتهيت يا أبا الوليد". قال: نعم. ما قال له - صلى الله عليه وسلم -: يا كافر، ولم يقل: يا سهيل، بل ناداه بأحب الأسماء إليه رغبة في تأليف قلبه.
ــــــــــــــــــــ
في إخفاء الدعاء فوائد: أنه أعظم إيمانا لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع دعاءه الخفي، وأعظم في الأدب والتعظيم، ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات، أنه أبلغ في الإخلاص، انه أبلغ في جمعية القلب على الله في الدعاء، وأنه دال على قرب صاحبه من الله، وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه. فيسأله مسألة مناجاة القريب للقريب (ادعوا ربكم تضرعا وخفية).
ــــــــــــــــــــ
غفل الناس عن كتب تستحق أن تكتب بماء التبر المصفى، ولو وقف عليها هارون الرشيد لأخذها بوزنها ذهبا! وهي اليوم تباع بأبخس الأثمان ولا قارئ! والبعض له سنوات ما زادت لديه معلومات ولا استفاد من تجارب غيره.
ــــــــــــــــــــ
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه نعي إليه ابن له فاسترجع، وقال: عورة سترها الله، ومؤنة كفاها الله، وأجر قد ساقه الله تعالى، ثم نزل فصلى ركعتين، ثم قال: قد صنعنا ما أمر الله تعالى، قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة).
ــــــــــــــــــــ
طبع غالب الناس على عدم الاعتذار عن الخطأ وظنوا أن ذلك يقدح في شخصياتهم وينال من كرامتهم، ولذلك فهم يتأولون ويبررون ويرفعون الأصوات! وتكفي كلمة اعتذار لو أرادوا الحق! يرون أن الاعتذار منقصة ومذمة! وكيف وعمر رضي الله عنه اعتذر وهو على المنبر أمام الملأ.. ولأنها كلمة صادقة بقيت خالدة!
ــــــــــــــــــــ
صلاة الجماعة من أسباب حفظ الله للعبد، وجعله في ذمته، أي: في عهده وأمانه، وضمانه. قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله" [رواه مسلم]. وفي رواية لابن ماجه والطبراني: "من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله".
ــــــــــــــــــــ
سورة النور سورة عظيمة تحوي جملة من الأحكام والآداب، وقد كتب عمر - رضي الله عنه - إلى الآفاق: "وعلموا نساءكم سورة النور".
قال القرطبي - رحمه الله -: "مقصود السورة ذكر أحكام العفاف والستر".
ــــــــــــــــــــ
سورة النصر سورة مدنية؛ فيها البشارة أن دين الله عزيز منصور على مر الأزمان والعصور، وامتن الله - عز وجل - فيها على نبينا محمد ومن معه من الصحابة بنصر عظيم، ألا وهو فتح مكة وإزالة الأصنام والأوثان، ودخول القبائل بعد ذلك في دين الله أفواجا، وبهذا الفتح المبين ارتفعت راية الإسلام، واضمحلت ملة الأصنام، وكان الإخبار بفتح مكة قبل وقوعه، من أظهر الدلائل على صدق نبوته - عليه أفضل الصلاة والسلام-.
ــــــــــــــــــــ
سورة الصمد مؤلفة من أربع آيات، وقد جاءت في غاية الإيجاز والإعجاز، وأوضحت صفات الجلال والكمال، ونزهت الله - جل وعلا - عن صفات العجز والنقص، فقد أثبتت الآية الأولى الوحدانية، ونفت التعدد (قل هو الله أحد)، وأثبتت الثانية كماله - تعالى - ونفت النقص والعجز (الله الصمد)، وأثبتت الثالثة أزليته وبقاءه ونفت الذرية والتناسل (لم يلد ولم يولد)، وأثبتت الرابعة عظمته وجلاله ونفت الأنداد والأضداد (ولم يكن له كفوا أحد) فالسورة شاملة جامعة لإثبات صفات الجلال والكمال، وتنزيه للرب بأسمى صور التنزيه عن النقائص.
ــــــــــــــــــــ
سنوات تمر كالحلم تحط رحالها يوما متوقفة عن المسير، تعالج أنفاس الحياة حتى تنتهي.. إنها رحلة بدأت وستنتهي. لكن يعاود السؤال: كيف السير وإلى أين المسير! فهناك جنات عدن تلوح في الأفق نعم المأوى ونعم المصير.
ــــــــــــــــــــ
رحل في طلب العلم وهو شاب لم يتجاوز العشرين من عمره.. وطالت رحلته لأكثر من خمسة وأربعين عاما.. وعندما عاد وقد اعتلى الشيب مفرقه وقد ناهز الخامسة والستين تزوج ورزق الأولاد وحدث الناس وعلمهم.. إنه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده!
ــــــــــــــــــــ
ذكر أن الإمام النووي - رحمه الله - قال: أدخلت كتب ابن سيناء في بيتي فأظلم قلبي فأخرجتها، أما سفيان الثوري فقد تبعه بعض أصحاب البدع، وقالوا: نريد أن نكلمك؛ فقال: لا أسمع منكم ولا كلمة وسد أذنيه! هؤلاء الأئمة، فكيف بمن فتح أذنه وقلبه وبصره لأولئك.
ــــــــــــــــــــ
ذكر المؤرخون في العصور الأولى من انبلاج نور الإسلام أن أهل المغرب الأقصى كانوا يسيرون إلى البيت الحرام بعد عيد الأضحى بأيام ليدركوا الحج القادم.. ويستغرق سفرهم هذا إلى مكة وإقامتهم وحجهم سنة كاملة؛ فيها من مشقة السفر، وخوف الطريق، وانقطاع المؤنة ما الله به عليم.
ومن نعم الله علينا في هذه البلاد تيسر السبل، واستتباب الأمن ورغد العيش، فمن فاته حج هذا العام فليعقد النية للعام القادم.
ــــــــــــــــــــ
جاء رجل إلى الإمام مالك - رحمه الله - فقال: من أين أحرم؟
قال مالك: من الميقات الذي وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال الرجل: فإن أحرمت من أبعد منه (أي: قبل الوصول إليه).
قال مالك: لا أرى ذلك.
قال الرجل: وما تكره من ذلك؟
قال مالك: أخشى عليك الفتنة.
قال الرجل: وأي فتنة في ازدياد الخير؟!
قال مالك: إن الله تعالى يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) [النور:63].
ــــــــــــــــــــ
تسمى (سورة الإنسان) لأن الله ذكر فيها الإنسان في أربع أحوال: - قبل الخلق (لم يكن شيئا مذكورا) - عند الخلق (من نطفة أمشاج) - في الدنيا (هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) - في الآخرة (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا) (إن الإبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) قال السعدي: ذكر الله منها أول حالة الإنسان ومبتدأها، ومتوسطها ومنتهاها.
ــــــــــــــــــــ
تأملت في حال الدنيا فإذا كدرها غلب صفوها. تصبحك بابتسامة مع الإشراق وبدمعة حين الغروب.
ركبت الصبر حتى عبرت بحورها وأمواجها، واتخذت الحمد والشكر سلما لنيل نعم ربي.
ــــــــــــــــــــ
بعض النساء تتخذ من طيبة زوجها مطية لتنفيره عن والديه وأشقائه. فكل يوم تلقي كلمة في أذنه (فعلوا) (تركوا) حتى تتحول مع الأيام إلى حاجز بينه وبين أهله!
أيتها المسلمة: إياك وأحبابه.. عفي لسانك عنهم أبا وأما أخا وأختا ولا تفسدي قلبه عليهم وتكبري الأمور وتوقدي النار فإن أول من يسقط فيها أنت.. وإن طال بك الزمن.
ــــــــــــــــــــ
أن تكون ردود الفعل هي المحرك لعلاقاتنا وأعمالنا ودقائق حياتنا. معنى ذلك أننا نسير بلا هدى ولا جادة واضحة ولا نفسية متوازنة، الكثير يخسر أقاربه ومعارفه وأصدقاءه نتيجة ردود فعل غير منضبطة، بل وهناك من خسر حياته كاملة؛ لأن ردة فعله كانت قوية فسيق إلى القصاص نتيجة لذلك. وحديث: "لا تغضب" نبراس لرد فعل هادئ ومتزن.
ــــــــــــــــــــ
أن تكون أسرتك متميزة عن سائر الأسر ليست أنانية وحب ذات، بل هو أمل كل مسلم، وهو مطلب شرعي نبه الله - سبحانه وتعالى - إليه عندما قال حكاية عن زكريا: (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) وقوله تعالى: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).
ــــــــــــــــــــ
في إخفاء الدعاء فوائد: أنه أعظم إيمانا لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع دعاءه الخفي، وأعظم في الأدب والتعظيم، ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات، أنه أبلغ في الإخلاص، انه أبلغ في جمعية القلب على الله في الدعاء، وأنه دال على قرب صاحبه من الله، وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه. فيسأله مسألة مناجاة القريب للقريب (ادعوا ربكم تضرعا وخفية).
ــــــــــــــــــــ
غفل الناس عن كتب تستحق أن تكتب بماء التبر المصفى، ولو وقف عليها هارون الرشيد لأخذها بوزنها ذهبا! وهي اليوم تباع بأبخس الأثمان ولا قارئ! والبعض له سنوات ما زادت لديه معلومات ولا استفاد من تجارب غيره.
ــــــــــــــــــــ
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه نعي إليه ابن له فاسترجع، وقال: عورة سترها الله، ومؤنة كفاها الله، وأجر قد ساقه الله تعالى، ثم نزل فصلى ركعتين، ثم قال: قد صنعنا ما أمر الله تعالى، قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة).
ــــــــــــــــــــ
طبع غالب الناس على عدم الاعتذار عن الخطأ وظنوا أن ذلك يقدح في شخصياتهم وينال من كرامتهم، ولذلك فهم يتأولون ويبررون ويرفعون الأصوات! وتكفي كلمة اعتذار لو أرادوا الحق! يرون أن الاعتذار منقصة ومذمة! وكيف وعمر رضي الله عنه اعتذر وهو على المنبر أمام الملأ.. ولأنها كلمة صادقة بقيت خالدة!
ــــــــــــــــــــ
صلاة الجماعة من أسباب حفظ الله للعبد، وجعله في ذمته، أي: في عهده وأمانه، وضمانه. قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله" [رواه مسلم]. وفي رواية لابن ماجه والطبراني: "من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله".
ــــــــــــــــــــ
سورة النور سورة عظيمة تحوي جملة من الأحكام والآداب، وقد كتب عمر - رضي الله عنه - إلى الآفاق: "وعلموا نساءكم سورة النور".
قال القرطبي - رحمه الله -: "مقصود السورة ذكر أحكام العفاف والستر".
ــــــــــــــــــــ
سورة النصر سورة مدنية؛ فيها البشارة أن دين الله عزيز منصور على مر الأزمان والعصور، وامتن الله - عز وجل - فيها على نبينا محمد ومن معه من الصحابة بنصر عظيم، ألا وهو فتح مكة وإزالة الأصنام والأوثان، ودخول القبائل بعد ذلك في دين الله أفواجا، وبهذا الفتح المبين ارتفعت راية الإسلام، واضمحلت ملة الأصنام، وكان الإخبار بفتح مكة قبل وقوعه، من أظهر الدلائل على صدق نبوته - عليه أفضل الصلاة والسلام-.
ــــــــــــــــــــ
سورة الصمد مؤلفة من أربع آيات، وقد جاءت في غاية الإيجاز والإعجاز، وأوضحت صفات الجلال والكمال، ونزهت الله - جل وعلا - عن صفات العجز والنقص، فقد أثبتت الآية الأولى الوحدانية، ونفت التعدد (قل هو الله أحد)، وأثبتت الثانية كماله - تعالى - ونفت النقص والعجز (الله الصمد)، وأثبتت الثالثة أزليته وبقاءه ونفت الذرية والتناسل (لم يلد ولم يولد)، وأثبتت الرابعة عظمته وجلاله ونفت الأنداد والأضداد (ولم يكن له كفوا أحد) فالسورة شاملة جامعة لإثبات صفات الجلال والكمال، وتنزيه للرب بأسمى صور التنزيه عن النقائص.
ــــــــــــــــــــ
سنوات تمر كالحلم تحط رحالها يوما متوقفة عن المسير، تعالج أنفاس الحياة حتى تنتهي.. إنها رحلة بدأت وستنتهي. لكن يعاود السؤال: كيف السير وإلى أين المسير! فهناك جنات عدن تلوح في الأفق نعم المأوى ونعم المصير.
ــــــــــــــــــــ
رحل في طلب العلم وهو شاب لم يتجاوز العشرين من عمره.. وطالت رحلته لأكثر من خمسة وأربعين عاما.. وعندما عاد وقد اعتلى الشيب مفرقه وقد ناهز الخامسة والستين تزوج ورزق الأولاد وحدث الناس وعلمهم.. إنه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده!
ــــــــــــــــــــ
ذكر أن الإمام النووي - رحمه الله - قال: أدخلت كتب ابن سيناء في بيتي فأظلم قلبي فأخرجتها، أما سفيان الثوري فقد تبعه بعض أصحاب البدع، وقالوا: نريد أن نكلمك؛ فقال: لا أسمع منكم ولا كلمة وسد أذنيه! هؤلاء الأئمة، فكيف بمن فتح أذنه وقلبه وبصره لأولئك.
ــــــــــــــــــــ
تسمى (سورة الإنسان) لأن الله ذكر فيها الإنسان في أربع أحوال: - قبل الخلق (لم يكن شيئا مذكورا) - عند الخلق (من نطفة أمشاج) - في الدنيا (هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) - في الآخرة (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا) (إن الإبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) قال السعدي: ذكر الله منها أول حالة الإنسان ومبتدأها، ومتوسطها ومنتهاها.
ــــــــــــــــــــ
تأملت في حال الدنيا فإذا كدرها غلب صفوها. تصبحك بابتسامة مع الإشراق وبدمعة حين الغروب. ركبت الصبر حتى عبرت بحورها وأمواجها، واتخذت الحمد والشكر سلما لنيل نعم ربي.
ــــــــــــــــــــ
بعض النساء تتخذ من طيبة زوجها مطية لتنفيره عن والديه وأشقائه. فكل يوم تلقي كلمة في أذنه (فعلوا) (تركوا) حتى تتحول مع الأيام إلى حاجز بينه وبين أهله!
أيتها المسلمة: إياك وأحبابه.. عفي لسانك عنهم أبا وأما أخا وأختا ولا تفسدي قلبه عليهم وتكبري الأمور وتوقدي النار فإن أول من يسقط فيها أنت.. وإن طال بك الزمن.
ــــــــــــــــــــ
أن تكون ردود الفعل هي المحرك لعلاقاتنا وأعمالنا ودقائق حياتنا. معنى ذلك أننا نسير بلا هدى ولا جادة واضحة ولا نفسية متوازنة، الكثير يخسر أقاربه ومعارفه وأصدقاءه نتيجة ردود فعل غير منضبطة، بل وهناك من خسر حياته كاملة؛ لأن ردة فعله كانت قوية فسيق إلى القصاص نتيجة لذلك. وحديث: "لا تغضب" نبراس لرد فعل هادئ ومتزن.
ــــــــــــــــــــ
أن تكون أسرتك متميزة عن سائر الأسر ليست أنانية وحب ذات، بل هو أمل كل مسلم، وهو مطلب شرعي نبه الله - سبحانه وتعالى - إليه عندما قال حكاية عن زكريا: (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) وقوله تعالى: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق